wrapper

الأحد 05 ماي 2024

مختصرات :

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

 

انتهت الانتخابات الإسرائيلية الثانية والعشرون بنفس ما انتهت إليه الانتخابات السابقة، فلا جديد لافت في النتائج النهائية، ولا تغيير حاسم في المقاعد والحصص، ولا اختراق لأحزابٍ جديدة، ولا اختلال في التوازنات السابقة، إذ بقيت بيضة القبان اليمينية المتطرفة نفسها، وراوح الحزبان اليمينيان الأقويان في مكانهما، إلا أنهما بقيا على حالهما الأول، عاجزين عن التشكيل بمفردهما، وغير قادرين على الاستغناء عن غيرهما، وباتت حاجتهما للأحزاب الصغيرة أكبر، وارتهانهما لهم أكثر، واستعدادهما لتقديم تنازلاتٍ لبعضهم أقل وأصعب، فالخلافات البينية بينهم شديدة، وتنافسهم على السلطة حادٌ، وبرامجهم الاجتماعية والدينية مختلفة، وأولوياتهم الاقتصادية متعددة.

 

التناقضات الداخلية للأحزاب أو التكتلات الإسرائيلية الثمانية الفائزة إذا استثنينا منها القائمة العربية كثيرة، وكرهها لبعضها شديدٌ، وحسدها بينها كبير، إلا أنهم جميعاً ينسون اختلافاتهم أمام الشعب الفلسطيني وحقوقه، فهم على قتاله يجتمعون، ولحرمانه من حقوقه يعملون، ولطرده من أرضه يخططون، ولمنعه من العودة إلى وطنه يصرون، وهم جميعاً لا يبالون بقتل الفلسطينيين أو اعتقالهم، والتضيق عليهم وحصارهم، وتعذيبهم وتجويعهم، فعلى هذه الأهداف المميتة وغيرها جميعاً يتفقون، بل فيها يتنافسون وبارتكابها يفتخرون، ويعدون التقصير فيها عيب، وعدم القيام بها جبنٌ وخيانة.

مخطيءٌ من يظن أن نتنياهو هو الأسوأ بينهم، وأنه الأكثر تطرفاً والأشد يمينيةً فيهم، وأنه وحده الذي أضر بالشعب الفلسطيني وأهدر حقوقه، وارتكب في حقه المجازر والجرائم، وصادر أرضهم وسمح بالاستيطان فيها، وعزلهم وبنى حولهم الجدر والأسوار، وخنقهم بالمعابر والبوابات، وحرمهم من الماء ومنعهم من البناء والإعمار، واعتدى على القدس والمسجد الأقصى والمقدسات، وسهل لغلاة المستوطنين وقادة الكيان اقتحامه وانتهاك حرمته، وأنه يخطط لحرمان الفلسطينيين من مقدساتهم الدينية، وينازعهم عليها مكاناً وزماناً، ظناً منه أنه بهذه السياسة يستعيد الحقوق اليهودية، ويمهد الطريق للهيكل الذي آن أوانه وحل زمانه، ولهذا يعد بإعلان السيادة الإسرائيلية عليها.

بيني غانتس لا يختلف أبداً عن نتنياهو الذي عمل تحت إمرته رئيساً لأركان جيش الكيان، وأشرف على تنفيذ العديد من المهام العسكرية ضد الفلسطينيين، وهو يقود حزب "أزرق أبيض" الذي يضم في صفوفه عدداً من رؤساء الأركان السابقين، منهم موشيه يعالون وجادي أشكنازي، وغيرهم الكثير من كبار ضباط الجيش السابقين، الذين ارتكبوا في حق الشعب الفلسطيني واللبناني أسوأ المجازر وأبشع الجرائم، وما زالوا يحلمون بتنفذ المزيد منها، وتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه خلال فترات خدمتهم السابقة.

بيني ومن معه يقولون بأن "أورشاليم" عاصمة الكيان الصهيوني مدينة يهودية، واحدة موحدة، لا مكان فيها لغير اليهود، وأنه لا دولة فلسطينية، ولا استقرار في غزة، ولا هدوء مع المقاومة، ولا اعتراف بها أو تفاوض معها، ويفتخر بأنه قتل في غزة خلال حرب "الجرف الصامد" أكثر من 1360 فلسطينياً، وهو على استعداد لإعادة غزة إلى العصر الحجري.

كما يؤمن بأن الجولان جزءٌ من الكيان، لا انسحاب منها ولا تخلي عنها، ويجب على الجيش أن يبقى فيها وفي غرب نهر الأردن، يسيطر على الأرض، ويحمي الحدود، ويمنع أي تواصل بينها وبين الأردن، وينبغي الإصغاء إلى صوت المستوطنين في "يهودا والسامرة"، ومنحهم المزيد من الأرض الفلسطينية، ليتوسعوا فيها أو ليبنوا مستوطناتٍ جديدةً فيها.

بعض القادة العرب الذين نسجوا علاقاتٍ قوية مع نتنياهو يشعرون بالأسى لخسارته، وينتابهم القلق لغيابه، ويخشون من اتهامه ومحاسبته، وعقابه وسجنه، وهم الذين أملوا كثيراً أن يكون طود نجاتهم إلى بر الأمان، وأن يكون حصنهم الحامي ودرعهم الواقي، يحميهم من إيران ويدافع عنهم إذ هاجمتهم.

ولهذا فإن خسارة نتنياهو ألمتهم وأحزنتهم، وأحبطتهم وأفسدت مخططهم، وباتوا يخشون ألا يلتزم خلفه بسياسته، وألا يفي بوعده لهم، ويتخلى عن التحالف معهم، وينأى بكيانه بعيداً عنهم، ويتركهم وحدهم بعد أن أيقظتهم نتائج الانتخابات من سكرتهم، وأعادتهم إلى واقعهم الأليم ومستقبلهم البئيس.

أما الفلسطينيون جميعاً على اختلاف انتماءاتهم وتعدد ولاءاتهم، في الوطن والشتات، وفي السلطة والمقاومة، وفي الأرض المحتلة عام 67، وأولئك الذين بقوا متمسكين بوجودهم في أرضهم ولم يخرجوا منها، وحافظوا على حقوقهم وهويتهم في أرضهم، فإنهم يؤكدون أنه لا فرق بيني بيبي وبني، فكلاهما قاتلٌ ومبيرٌ، وعدوٌ وخصيمٌ، يريدان أن يخرجانا بعدوانهم من أرضنا، وصدق من قال من أهلنا عنهم، أن الفرق بينهم هو كالفرق بين البيبس كولا والكوكا كولا، وأنهما وجهان لعملةٍ واحدةٍ لا فرق بينهم أبداً في السياسة والاعتقاد.

يخطيء من يراهن على خلف رابين وأرنس وباراك وشارون وآليعازر وإيتان، فحزب الجنرالات بزعامة بيني ومن معه سيكون أسوأ بكثيرٍ من رهان البعض واعتقادهم، وإن الخلاص من بيبي ورحيله سيكون تماماً كالانتقال من المقلاة إلى النار، وكالمستجير من الرمضاء بالنار، فالموعود بالرحيل طرداً أو سجناً ليس أسوأ من المتشدق بالتسوية والمؤمن بالعملية السلمية.

فلا حزن على الراحلين ولا استبشار بالوافدين، بل لعنة الله وملائكته والعرب والفلسطينيين والناس أجمعين على السابقين منهم واللاحقين، وليس أمامنا حتى ننتصر عليهم ونرد كيدهم إلى نحرهم، إلا أن نستقبلهم بوحدتنا، ونواجههم بمقاومتنا، ونتصدى لهم ببأسنا، ونتحداهم بإرادتنا، ونكون لهم بالمرصاد بكل سلاحنا وقوتنا.

***

الهواجسُ الإسرائيليةُ من استهدافِ منشآتِ أرامكو السعوديةِ

بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي

أصيب الإسرائيليون بصدمةٍ كبيرةٍ نتيجة استهداف المنشآت النفطية السعودية، وأصابهم الذهول لدقة الإصابة وحجم الضرر الناشئ عنها، وانتابهم فزعٌ شديدٌ بسبب عجز بطاريات صواريخ باتريوت التي يفتخر بقدرتها الأمريكيون، ويملكالإسرائيليون الكثير منها، ويعتمدون عليها إلى جانب صواريخ "السهم" الإسرائيلية الصنع المتعددة الأجيال في حماية أجوائهم، وصد الهجمات عنهم، ومنع الصواريخ المعادية من استهدافهم والوصول إلى أهدافها في عمق كيانهم، الأمر الذي تسبب لهم بقلقٍ شديدٍ وخوفٍ أكبر، بدا واضحاً على وجوه مستوطنيهم وفي تصريحات قادة جيشهم وكبار مسؤوليهم، حيث شكلت هذه الحادثة وفق تصوراتهم، نموذجاً مصغراً لما سيكون عليه الوضع في حال اندلعت حربٌ متعددة الجبهات معهم.

إثر الهجوم دعت قيادة أركان جيش العدو إلى عقد جلساتٍ عاجلةٍ للخبراء والمختصين في مجال الدفاع الجوي، للوقوف على طبيعة الهجوم وطريقته، ودراسة تفاصيله الدقيقة، ومعرفة الجهة التي انطلقت منها المسيرات الحربية، والمسافات التي قطعتها، والمسارات التي اتبعتها، وغير ذلك مما يساعدهم في دراسة مدى إمكانية التصدي لهجومٍ مشابهٍ، أو إحباطه في مكانه أو في طريقه إلى أهدافه وقبل وصوله إليها، فالخوف الحقيقي من تكرار هذا السيناريو على أهدافٍ داخل كيانهم قد أفزع قادتهم، ودفع رئاسة الأركان وكبار الضباط إلى ضرورة التأني والحذر خوفاً من تسخين المنطقة ودفعها إلى الحرب، التي قد تكون شاملة، وستكون هي في القلب منها هدفاً لكل خصومها في الشمال والجنوب وبعيداً عن الحدود.

نبه الهجومُ على منشآت آرامكو النفطية الإسرائيليين إلى طبيعة الحرب القادمة، وإلى الأسلحة الجديدة التي ستدخل فيها، وإلى بنك الأهداف التي يمكن الوصول إليها، وتأكد لديهم ما كانوا يخشونه من أن جزءً كبيراً من سلاح الحرب القادمة، سيكون إلى جانب الصواريخ الدقيقة المسيراتُ الحربيةُ الحديثةُ، التي يمكن التحكم في مساراتها، وتغيير اتجاهاتها، وبرمجة وتحديد أهدافها، فضلاً عن أنها تتبع مساراتٍ مختلفة، وتطير على ارتفاعاتٍ منخفضةٍ جداً، تجعل من إمكانية اكتشافها مهمة صعبةً، يلزمها تقنية جديدة غير الرادارات الحديثة، وربما ستضطرهم الطائرات الصغيرة المسيرة آلياً، إلى العودة إلى الرقابة البشرية القديمة، والاعتماد على الجمهور في ملاحظة ما تلتقطه عيونهم، وما يثير الريبة في نفوسهم.

يشكو الإسرائيليون من أن قبتهم الفولاذية ومنظومة صواريخهم المضادة قد فشلت في التصدي لرشقات صواريخ المقاومة في الجنوب، فضلاً عن أنها كبدتهم خسائر مالية فادحة، فكلما انطلقت صافرات الإنذار اشتغلت منظمة الصواريخ عبثاً دون فائدة، وأطلقت صواريخها التي تنفجر في السماء دون أهدافٍ تصيبها، وها هي المسيرات الجديدة تزيد في أعبائهم، وتعقد مسؤولياتهم، وتجعل إمكانية التصدي لها شبه مستحيلة، خاصةً أن المنطقة "الإسرائيلية" المستهدفة غنية بالأهداف، وزاخرة بالمواقع الاستراتيجية والمصانع والمعامل والمخازن التي يتسبب استهدافها بحدوث انفجاراتٍ ضخمة وخسائر كبيرة جداً.

صحيحٌ أن طريقة الهجوم ووسيلته، ودقته ونتيجته، قد أقلقت الإسرائيليين وأفزعتهم، لكنهم من جانبٍ آخر فرحوا به وسعدوا بنتيجته، ورقصوا له فيما بينهم نشوةً وطرباً، إذ أنه وحرب اليمن استنزافٌ لمقدرات الأمة، وحرفٌ لها عن أهدافها الحقيقية، وانشغالٌ لها عن المعركة الأساس معهم، فهم دوماً يفرحون لمصائبنا، ويخططون للقضاء علينا، ويؤججون نار الحرب والفتنة بيننا، وإن بدو أنهم يوادون السعودية، ويحزنون لما أصابها ويواسونها، ويستعدون لمساعدتها وتقديم العون لها، إلا أن حقيقتهم الخبيثة تنبئنا أنهم سعداءٌ بما أصاب أمتنا، وفرحون بما حل بها وساد فيها، وهم على استعدادٍ دائمٍ لتقديم الخبرات والمساعدات ليدوم الصراع، وتطول الملهاة، ويتجذر الخلاف بين أبناء أمتنا الإسلامية.

فيا ليت قومي يعلمون أن الخير في ترك اليمن لأبنائها، والتوقف عن قصفهم والاعتداء عليهم، وتمكينهم من استعادة دولتهم وبناء مستقبلهم، وتأمين عيشهم وتحسين حياتهم، فهم بأنفسهم أقدر على تسوية مشاكلهم والخروج من أزماتهم، وهم يدركون أنهم أبناء وطنٍ واحدٍ، وينتمون إلى أمةٍ واحدة، تجمعهم وتوحدهم، وتمكنهم من العيش المشترك والسلام الدائم، فهم أهل الحكمة اليمانية الرشيدة، وأبناء البلاد الكريمة السعيدة، يستحقون الحياة الآمنة والمستقبل الواعد، وهم على موعدٍ معنا مع النصر الأكيد إن شاء الله، ضمن ثلة وعد الحق الصادقة، في معركتنا الفاصلة مع عدو أمتنا الخبيث اللدود.

بيروت

 

****

طالعوا الصفحة الإجتماعية للصحيفة و اشتركوا فيها إن كنتم من ناصر ي الكلمة الحرة و العدل

لتحميل الملحق الشهري العدد 10 أوت 2019

و مشاركته عبر التويتر أو الرسائل القصيرة هذا الرابط الخاص:

https://pdf.lu/7l62

المسنجر و البريد الإلكتروني  و واتس آب  استعملوا هذا الرابط :

https://www.fichier-pdf.fr/2019/09/08/---10------2019/

لمشاركته على موقع أو مدونة يجب نسخ هذا الرابط و لصقه على محرك البحث:

<a href="https://www.fichier-pdf.fr/2019/09/08/---10------2019/">Fichier PDF ملحق الفيصل الشهري العدد10 -  أوت  2019.pdf</a>

Pour télécharger le supplément  mensuel de "elfaycal.com" numéro 10 en format PDF, cliquez ou copiez lien au-dessus :

: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

@elfaycalnews

instagram: journalelfaycal

ـ  أو تبرعوا لفائدة الصحيفة من أجل استمرارها من خلال موقعها

www.elfaycal.com

- Pour visiter notre page FB,et s'abonner si vous faites partie des défendeurs de la liberté d'expression et la justice  cliquez sur ce lien: :https://www.facebook.com/khelfaoui2/

To visit our FB page, and subscribe if you are one of the defendants of freedom of expression and justice click on this link: https://www.facebook.com/khelfaoui2/

Ou vous faites  un don pour aider notre continuité en allant  sur le site : www.elfaycal.com

Or you donate to help our continuity by going to the site:www.elfaycal.com

آخر تعديل على الأحد, 22 أيلول/سبتمبر 2019

وسائط

أعمدة الفيصل

  • Prev
19 تشرين1/أكتوير 2023

حولنا

‫"‬ الفيصل‫"‬ ‫:‬ صحيفة دولية مزدوجة اللغة ‫(‬ عربي و فرنسي‫)‬ ‫..‬ وجودها معتمد على تفاعلكم  و تعاطيكم مع المشروع النبيل  في إطار حرية التعبير و تعميم المعلومة‫..‬ لمن يؤمن بمشروع راق و هادف ‫..‬ فنرحبُ بتبرعاتكم لمالية لتكبير و تحسين إمكانيات الصحيفة لتصبح منبرا له مكانته على الساحة الإعلامية‫.‬

‎لكل استفسارتكم و راسلوا الإدارة 

القائمة البريدية

إنضم إلى القائمة البريدية لتستقبل أحدث الأخبار

Faire un don

Vous pouvez aider votre journal et défendre la liberté d'expression, en faisant un don de libre choix: par cartes bancaires ou Paypal, en cliquant sur le lien de votre choix :